في كل موسم، يطالبني قسم العلاقات العامة لدينا بتقديم ملاحظات عن العرض. لا أحب القيام بذلك لأنني أجده من الممل أن ادون لائحة من الظلال، الألوان، والأقمشة وغيرها من التفاصيل التي تشكل المجموعة، وعلى الرغم من أن هذه التفاصيل مهمة، إلا أنها لا تضفي للمجموعة معنى. لأن اهم شيء بالنسبة لي كان دائمًا "موقف" الموسم نفسه و "مزاج" و "شخصية" الرجل أو المرأة الذي يحدد ذلك في تلك اللحظة وفي ذلك الزمان.
في هذا الموسم، كانت هنالك صورة واحدة، هي الأولى التي وُضعت على حائط الإلهام الخاص بي، وعلى غير المعتاد، كانت أيضًا احد آخر الصور التي بقيت على الحائط والصورة التي أشرت إليها أثناء وضع النظرات النهائية معًا في المعرض. كانت واحدة من الصور المفضلة لدي، والتقطها بوب ريتشاردسون في عام 1966 لفوغ الفرنسية، وهي لفيل بارون أليكسيس دي فالدنر ودونا ميتشل. تحمل ألكسيس سيجارة لدونا وعينيها مغلقة بطريقة مريحة وحسية. أحب هذه الصورة وهي مزاجية قليلًا، أنيقة وحسية للغاية. عاش بوب جزء من هذه الفترة من حياته في لوس أنجلوس، وبينما لست متأكدًا من المكان الذي تم التقاط الصورة فيه بالفعل، فإن هذا الأمر بالنسبة لي هو مزاج الموسم والمزاج الذي أشعر به بالنسبة لي.
كمصمم أزياء، لا تستطيع سوى تقديم المثال الحقيقي والأعمق للجمال مرة واحدة في العالم، مرة واحدة فقط. وإن كنت محظوظًا، سيستجيب العالم. ولقد فعلت ذلك في منتصف التسعينيات بعملي في غوتشي ومنذ ذلك الحين وأنا أعيد اكتشاف هذا المثل الأعلى للجمال بعد كل موسم وأغيره للأوقات التي نعيش فيها. يعرف المصممون الناجحون أنفسهم جيدًا على مستوى ما، سواءًا مدركين أو غير مدركين ذلك، ولديهم مجموعة من معايير وقيم الجمال الأساسية الموجودة دائمًا في عملهم. لقد تعلمت على مر السنين أنه لا يمكن للمرء تزييف الجمال لمواكبة ماهو رائج، ولكن يجب على المرء أن يجدد معاييره الجمالية مع الزمن. فالأصالة و وجود رسالة واضحة حول ما يمثله المرء لم يكن أكثر أهمية مما هو عليه اليوم.
قد يكون من الصعب الحفاظ على ذلك مع مرور العقود، ولكنه مفتاح الحفاظ على الصلة بالموضوع، حتى لو كانت هناك بعض الفصول (أو السنوات) التي لا يكون فيها نوع الملابس التي يفضلها المرء رائجًا. يجب أن يعكس عمل المصمم أيضًا حياتهم الخاصة في ذلك الوقت. في بعض الأحيان كان عملي مثيرًا بشكل صريح وشعرت بأنه كان مناسبًا في ذلك الوقت. وفي بعض الأحيان لم يكن كذلك. اليوم أصبح عملي حسيًا أكثر، وهو ردة فعل على تغير عصرنا وربما ردة فعل على سني. فبينما تتسع وتضيق أكتاف السترات، ويتغير شكل الكعب من عام إلى آخر، لم تتزعزع الروح الأساسية لعملي مطلقًا؛ وهي جعل كل من الرجال والنساء أجمل نسخ ممكنة من أنفسهم. لقد سُئلت غالبًا عن سبب تصميمي الدائم للملابس التي تجعل الناس "مثيرين"، والحقيقة هي أنني لا أبدأ فعلاً بهذا كهدفي عند التصميم، لكني أجد الإنسان جميلًا وأنا بشكل طبيعي وبدون تفكير، اميل إلى قطع الملابس التي تبرز وتعزز مظهر الإنسان الخارجي وبالتالي تكون تصاميمي بطبيعتها حسية وفي بعض الأحيان مثيرة، على الأقل آمل أن تكون كذلك
أعتقد بأن إحساس المصمم بالجمال يتأثر بشدة بالوقت الذي بلغوا فيه العمر. سيكون هنالك دائمًا أثر للسبعينات في عملي، حيث يوجد في هذا الموسم. في بعض الأحيان يكون في الواقع مجرد أثر وسنوات أخرى هو أكثر من ذلك. وهناك نوع من البساطة الحسية والفخامة. أعتقد أن جميع المصممين يتأثرون بهذه الطريقة سواءًا أدركوا ذلك أم لا. إن اللحظة التي يرى فيها الشخص رجل أو امرأة يخطفان الأنظار أو يتعجب من سيارة جميلة أو غرفة مذهلة، فتلك اللحظة تشكل أساس ذوقنا وتلازمنا إلى الأبد. بالنسبة لي فقد حدثت هذه اللحظات في السبعينات. أما بالنسبة للمصممين الذين يصغرونني بعقد، فكانت لحظتهم في الثمانينات، وبالنسبة للكثيرين من مساعديّ في التصاميم اليوم كانت التسعينات، والتي كانت بالطبع عن السبعينات، والتي أيضًا كانت بدورها عن الأربعينات. يتم إعادة تدوير الأشياء باستمرار ولكن يتم رؤيتها بطريقة مختلفة من قبل الجيل التالي، مما يجعلها مختلفة وتُطور الموضة. نشأ المصممون الذين نشأت على إعجابهم في الأربعينات، وبذلك أصبح أسلوب الأربعينيات في تلك الفترة أساسًا لكثير من جماليات أوائل السبعينات، حيث قام هؤلاء المصممون بإعادة صياغة الفترة الزمنية التي تأثروا فيها بالجمال. وكما قال صديقي كارل لاغرفيلد ، "الموضة كالموسيقى من حيث المقطوعات الصوتية، ولكن مايختلف في الموسيقى هو ترتيب تلك المقطوعات الصوتية."
لذا، إليكم ملاحظات الموضة لهذا الموسم. "قائمة الغسيل" من الصور الظلية إذا جاز التعبير. يتم التعامل مع القطع الفخمة بطريقة غير رسمية، وغالبًا ما يتم تنسيقها مع قميص أو تي شيرت. البنطال اوسع وأنعم، والكعب منحوت وأكثر سماكة، وتبدو الأحذية السميكة رائعة حتى على الرجال وتساعد على خلق هيئة ظلية أطول وأكثر رشاقة. السترات أصغر حجمًا وتقلصت تقريبًا ولكن المعاطف أكبر وأطول. الحجم هو كل شيء. والدنيم (الجينز) يقطع ويعاد تجميعه ولبسه كقطع أزياء وليس كـ"جينز". الإطلالات العسكرية المعاد تجميعها من الكاكي وقماش الجوخ مثل الأقمشة التقليدية مثل برينس اوف ويلز بلايد، تستخدم في صنع السترات، التنانير، والبناطيل. وتكون الأزياء طويلة من الخلف وغير متساوية. تجعل البناطيل الرياضية من إطلالة الرجل الكلاسيكي عصرية، وهي بالطبع أساسية في خزانة كل رجل في عصرنا هذا. المظهر أنيق وسهل. ولكن المهم هو الموقف: نوع من الترف المريح والحسي والرفيع لحدٍ ما ويجب ارتداؤه بطريقة لا تبدو فيها بأنك تحاول جاهدًا.
المساء بالنسبة لي لا يزال كلاسيكي ونقي. أنا أحب تصميم ملابس المساء. لدي الكثير من ملابس المساء في خزانة الملابس الخاصة بي أكثر من ملابس النهار. أنا كلاسيكي وبالنسبة لي "ربطة عنق سوداء" تعني "ربطة عنق سوداء" وليس "ربطة عنق سوداء احتفالية" أو "ربطة عنق سوداء إبداعية" أو "ربطة عنق سوداء اختيارية" ولكن "ربطة عنق سوداء" مناسبة. فقط ملابس مساء جميلة، وربما أشعر بروح رومانسية بشكل خاص هذا الموسم، لأنها اول مرة أختتم فيها عرضًا بعروس. انتعاش وأمل، واعتقد بأن الأمل هو اكثر شيء جميعنا نحتاجه الآن.
- توم فورد